قوله:{ولو ترى إذ وقفوا على ربهم قال أليس هذا بالحق قالوا بلى وربنا} وقفوا أي حبسوا .يقول الله لرسوله صلى الله عليه وسلم: لو ترى يا محمد ما سوف ينزل بهؤلاء المكذبين من الهول المفظع ،إذ يحبسون على ربهم ينتظرونه أن يقضي فيهم .لا جرم أنه موقف رعيب ومزلزل لا تطيقه العزائم وتهبط دونه الهمم والقدرات .وإذ ذاك يخاطب الله هؤلاء الظالمين سائلا إياهم في تقرير وتوبيخ{أليس هذا بالحق} أليس هذا البعث الذي كنتم تكذبونه والذي عاينتموه الآن بعد مماتكم حقا ؟فأجابوا مقرين مذعنين مؤكدين اعترافهم بالقسم فقالوا:{بلى وربنا} قوله:{قال فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون} أي ذوقوا مس العذاب بكفركم وتكذيبكم بالبعث وبالعذاب الذي لاقيتموه الآن{[1149]} .