قوله:{الذي خلق الموت والحياة} وهاتان ظاهرتان كونيتان عظميان في غاية العجب .وهما ظاهرتا الموت وما يعنيه من حقائق مثيرة من الركود والجمود والهمود .ثم ظاهرة الحياة وما تعنيه من الحركة والسعي والجد وغير ذلك من وجوه النشاط والكد والنصب والتصرف .لقد خلق الله هاتين الظاهرتين{ليبلوكم أيكم أحسن عملا} ذلك قدر الله في خلقه .وهو سبحانه لا يسأل عما يفعل .فقد خلق الناس للامتحان والمساءلة ليستبين أيهم خير عملا{وهو العزيز الغفور} الله القوي الغالب ،المنيع الجناب ،الذي لا يغالب ،وهو سبحانه يغفر الذنب لمن تاب إليه وأناب .