قوله:{قالوا أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا} بعد أن دعا موسى قومه للاصطبار واحتمال الأذى والمكروه قالوا له –وهم محزنون- إنهم أصابهم البلاء والإذلال والقتل على يد فرعون من قبل أن يبعثك الله إلينا رسولا ؛لأن فرعون كان عازما قبل أن تأتينا نبيا ورسولا ،أن يقتل أنباء بني إسرائيل لما بلغه من خبر أن زوال ملكه كائن على يد مولود منهم .وكذلك قالوا له: إن العذاب نازل بهم من فرعون بعد مبعثه فيهم ،فهم معذبون من فرعون من قبل موسى ومن بعده .
قوله:{قال عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون} ذلك تصريح بما يشير إليه من البشرى لبني إسرائيل بهلاك فرعون ليخلفوه في ملكه من بعده .وقيل: عسى ،من الله واجب ؛فقد وعدهم الله بإهلاك فرعون واستخلافهم في مصر من بعده .وقد تحقق ذلك كله ؛فقد استخلفوا في مصر في زمان داود وسليمان عليها السلام وفتحوا بيت المقدس بقيادة يوشع بن نون .وذلك كله ليرى الله ما هو كائن منهم من العمل الحسن منه والقبيح ،والطاعة أو المعصية ،والشكران أو الكفران ،ليجازيهم ربهم على ما يفعلون من ذلك .