لكن هذه الوصية وتلك النصائح لم تؤثّر في قلوبهم ،ففزعوا من فرعون وقومه ،{وقالوا أُوذِينَا مِن قَبْلِ أَن تَأْتِينَا وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا} لقد نالَنا الأذى يا موسى ،قبل مجيئك وبعده .
وكانوا قبل مجيء موسى مستضعَفين في يد فرعون ،يرهقهم بالضرائب ،ويستخدمهم في القيام بالأعمال الشاقة ،ويقتل أبناءهم ويستحيي نساءهم .ثم جاء موسى ،لكنه لم يستطع إنقاذهم لذلك قالوا:{أُوذِينَا مِن قَبْلِ أَن تَأْتِينَا وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا} .
عندئذٍ فتح لهم موسى باب الأمل وقال لهم:
{قَالَ عسى رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ ...} .
إن رجائي من فضلِ الله أن يُهلك عدوّكم الذي ظلمكم وآذاكم ،ويجعلَكم خلفاءَ في الأرض التي وعدكم إياها ،{فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ} .
فيعلم سبحانه ما أنتم عاملون بعد هذا التمكين: أتشكرون النعمةَ أم تكفرون ؟وتصلحون في الأرض أم تفسدون ..؟.