قوله تعالى:{قال يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالتي وبكلامي فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين 144 وكتبنا له في الألواح من كل شيء موعظة وتفصيلا لكل شيء فخذها بقوة وأمر قومك يأخذوا بأحسنها سأوريكم دار الفاسقين} الاصطفاء ،الاجتباء والاختبار ؛أي فضلتك يا موسى واخترتك على الناس في زمانك{برسالتي} أي بأسفار التوراة لتكون للناس هدايا ومبلغا ومرشدا{وبكلامي} أي كلمتك تكليما وناجيتك مناجاة من غير واسطة ودون غيرك من الناس .وتلك خصيصة قد امتاز بها موسى عمن سواه ؛إذ كلمه ربه وناجاه .فهاتان نعمتان كبريان وشرفان عظيمان يمين الله بهما على موسى وهما شرف الإرسال وإنزال التوراة ،ثم شرف التكليم من غير واسطة .
قوله:{فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين} أي خذ ما أعطيتك من الرسالة وشرف النبوة ،واشكر الله بالإقرار بالقلب وتمام الطاعة لما أمر والمسارعة إلى إرضائه سبحانه .