قوله تعالى:{والذين كذبوا سنستدرجهم من حيث لا يعلمون 182 وأملي لهم إن كيدي متين} الاستدراج ،معناه الأخذ بالتدريج منزلة بعد منزلة .واستدرجه ،أي أدناه منه على التدريج فتدرج ،أو خدعه حتى حمله على أن يدرج .واستدرج الله العبد ؛أي أمهله ولم يباغته{[1589]} ،وذلك تهديد من الله للذين يعرضون عن منهج الله ويكذبون بآياته ودلالاته ويجحدون ما انزل إليهم من الحق ؛فإنه سيمهلهم إمهالا ؛ليظلوا سادرين في أهوائهم وضلالاتهم ،لاهين في رغباتهم وشهواتهم ،مغترين بالنعيم في حياتهم الدنيا حتى يأخذهم الله على غرة ومن حيث لم يحسبوا .وإذ ذاك يجدون أنهم سقطوا في الهلاك والثبور ،فلا ينفعهم الندم ولا هم يستعتبون .