قوله:{وإن تدعوهم إلى الهدى لا يتبعوكم} ذلك تيئيس من هداية الأنداد والآلهة المصطنعة التي يعبدها المشركون السفهاء ؛أي إن تدعوا هؤلاء الشركاء أو الآلهة المختلفة المفتراة إلى ما هو هدى ورشاد أو تدعوهم إلى أن يهدوكم كما تطلبون من الله والرشاد فإنهم لا يتبعونكم على مرادكم ولا يجيبونكم لما دعوتموهم إليه ؛؟ لأنهم صم بكم لا يعقلون .وإن كان المعبودون من البشر ؛فإن قلوبهم قاسية وغلف ،وهم ميئوس من هدايتهم ،فأنى بهم –وهم على هذه الحال من طمس القلوب وعمى الأبصار- أن يهتدوا أو يهدوا غيرهم .
قوله:{سواء عليكم أدعوتموهم أم أنتم صامتون} أي دعاؤكم إياهم وصمتكم عنهم سيان ؛فهم لا يعون ولا يبصرون ولا يستجيبون بل إنهم عمي وصم .وقيل: الخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنين ،وضمير النصب للكفار ؛أي إن تدعوا هؤلاء المشركين الضالين على الهدى لا يقبلوا منكم دعاءكم ،فدعاؤكم وصمتكم سيان ،أي مثلان{[1602]} .