/م189
والأوثان والأصنام في حالة لو ناديتموها لما استجابت لكم ( وإن تدعوهم إلى الهدى لا يتبعوكم ) .
فمن كان بهذه المنزلة وبهذا المستوى أنّى له بهداية الآخرين !
ويحتمل بعض المفسّرين احتمالا آخر في تفسير الآية ،وهو أنّ الضمير «هم » يرجع إلى المشركين لا إلى الأصنام ،أي أنّهم إلى درجة من الإِصرار والعناد بحيث لا يسمعونكم ولا يذعنون لكم ولا يسلمون .
كما ويحتمل أنّ المراد هو أنّكم لو طلبتم منهم الهداية ،فلن يتحقق دعاؤكم وطلبكم على كل حال ( سواء عليكم ادعوتموهم أو أنتم صامتون ) .
وطبقاً للاحتمال الثّاني يكون معنى الجملة على النحو التالي: سواء عليكم أطلبتم من الأصنام شيئاً ،أو لم تطلبوا ففي الحالين لا أثر لها ،لأنّ لا تقدر على أداء أي شيء أو التأثير في شيء .
يقول الفخر الرازي في تفسيره: إن المشركين إذا ابتلوا بمشكلة تضرعوا إلى الأصنام ودعوها ،وإذا لم يُصبهم أذى أو سوء كانوا يسكتون عنها ،فالقرآن يخاطبهم بالقول ( سواءٌ عليكم ادعوتموهم أم أنتم صامتون ) .