قوله:{أبلغكم رسالات ربي وأنصح لكم} أبلغكم بالتشديد للمبالغة .والرسالات جمع رسالة .وذكرها على الجميع ؛لتنوع ما أرسل به إليهم من مختلف المعاني والمواعظ والأحكام .أو أن المراد رسالته هو ورسالات غيره من النبيين كإدريس وشيث فهو عليه السلام يخبرهم بأسلوب رحيم ودود أنه مرسل إليهم ليبلغهم رسالات الله وينصح لهم .والنصح في اللغة معناه الإخلاص وصدق المشورة والعمل .والناصح معناه الخالص من كل شائبة .ورجل ناصح ؛أي نقي القلب{[1445]}: والمراد: أنني أبين لكم وجه المصلحة فيما ينفعكم في دنياكم وأخركم .
قوله:{وأعلموا من الله ما لا تعلمون} أي أعلم من قبل الله بوحيه الكريم من المعلومات والأخبار ما ليس لكم بها علم وذلك عن قدرته القاهرة وبطشه الشديد ،وعما يلاقيكم يوم القيامة من الأهوال والشدائد وفظاعة التعذيب ؛إن لم تؤمنوا برسالتي إليكم ،وتكفوا عما أنتم عليه من الشرك والباطل{[1446]} .