{أُبَلِّغُكُمْ}: الإبلاغ: إيصال ما فيه بيان وإفهام ،ومنه البلاغة .
{وَأَنصَحُ}: أخلص النية من شائب الفساد في المعاملة .
{أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاتِ رَبِّي} بكل أمانة ،من غير زيادة ولا نقصان ،فذلك هو دوري معكم ،دور المبلّغ الأمين ...ولكن دور الرسول ليس دور المبلّغ الحيادي الذي يكتفي بايصال الرسالة دون أن يتبناها ،بل دور من يحملها بقناعة وقوة وإيمان ،وهذا ما توحي به الكلمة التالية:{وَأَنصَحُ لَكُمْ} باتِّباعها والسير على منهجها في الفكر والعلم لتحصلوا على سعادة الدنيا والآخرة .وقد يستوحي المتأمل من كلمة «النصح » الجوّ النفسي الحميم الذي كان يعيشه نوح تجاه قومه ؛فهو الإنسان الذي يتألم لانحرافهم وضلالهم ،ويفكر في أفضل الطرق لإخراجهم من ذلك الضياع ،فيقدم لهم النصيحة من كل روحه وقلبه ؛وتلك هي روحية الداعية في مواجهته للناس الذين يدعوهم إلى الله .{وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} فقد أعطاني اللهمن خلال وحيهكثيراً من العلم في ما يجب على الناس أن يفعلوه ،أو يحذروا منه ،وما سيواجهون في مستقبل الدنيا والآخرة من خير أو شر على مستوى مصيرهم إذا أطاعوا أو عصوا ...فاتبعونِ لتحصلوا على ذلك كله لتهتدوا به في ظلمات الطريق .