قوله:{ثم بدلنا مكان السيئة الحسنة حتى عفوا وقالوا قد مس آباءنا الضراء والسراء فأخذتهم بغتة وهم لا يشعرون} أي حولنا حال هؤلاء المشركين من شدة إلى رخاء ،ومن سقم إلى عافية ،ومن فقر إلى سعة ويسر ؛ليشكروا الله على إنعامه وتفضله فما شكروا{حتى عفوا} أي كثروا وكثرت أموالهم وأولادهم وقالوا: لقد مسنا من الشدة والضيق والكرب ثم بعده من الرخاء واليسر والنعمة مثل ما أصاب آباءنا السالفين من ضراء وسراء .أي أن هذه أحوال قد أصابت من قبلنا من آبائنا وأسلافنا ونحن لسنا إلا أمثالهم يصيبنا ما أصابهم من الشدة والرخاء .ولم يفطنوا أن ذلك ابتلاء من الله لهم ليتعظوا ويثوبوا إلى محجة الإسلام ،وأن يبتهلوا إلى الله بالضراعة والتوبة والإياب ،ويعرضوا عن ملة الشرك والباطل ؛فهم على هذه الحال من الضلال والعصيان والاستكبار عن عقيدة التوحيد حتى يأخذهم الله بعقابه الأليم فجأة وهم سادرون في الغفلة والنسيان .