قوله:{إلا من ارتضى من رسول} لا يطلع أحد على الغيب إلا من ارتضى الله له ذلك من النبيين والملائكة فيطلعهم على ما يشاء من الغيب ويستدل من ذلك على أنه لا يعلم الغيب أحد سوى الله .ثم استثنى الله من ارتضاه من رسول .سواء كان الرسول ملكا ،أو كان من البشر .هؤلاء قد أودعهم الله ما شاء من الغيب بطريق الوحي إليهم ليكون لهم معجزة تشهد على صدق نبوتهم .أما غير هؤلاء من الخلق فلم يؤت شيئا من علم الغيب .
قوله:{فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا} أي يرسل الله من أمام الذي ارتضاه لعلم الغيب أو الرسالة ،ومن خلفه{رصدا} أي حرسا أو حفظة أو معقبات من الملائكة يحرسونه ويحفظونه من الشياطين ،إذ يطردونهم عنه فيعصمونه من تخاليطهم ووساوسهم حتى يبلّغ ما حمّل من أمانة الرسالة والوحي .وقيل: ما بعث الله نبيا إلا ومعه ملائكة يحرسونه من الشياطين أن يتشبهوا بصورة الملك .والرصد معناه في اللغة الحرس .ويستوي فيه الواحد والجمع .والترصد معناه الترقب{[4663]} .