ثمّ يضيف مستثنياً: ( إلاّ من ارتضى من رسول ) .
أي يبلغه ما يشاء عن طريق الوحي الإلهي: ( فإنّه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصداً ) .
«رصد »: في الأصل مصدر ،ويراد به الاستعداد للمراقبة من شيء ،ويطلق على اسم الفاعل والمفعول ،ويستعمل في المفرد والجمع ،أي يطلق على المراقب والحارس أو على المراقبين والحرّس .
ويراد به هنا الملائكة الذين يبعثهم اللّه مع الوحي إلى رسول اللّه( صلى الله عليه وآله وسلم )ليحيطوه من كل جانب ،ويحفظوا الوحي من شرّ شياطين الجنّ والإنس ووساوسهم: ومن كل شيء يخدش أصالة الوحي ،ليوصلوا الرسالات إلى العباد من دون خدش أو زيادة أو نقصان ،وهذا هو دليل من الأدلة على عصمة الأنبياء( عليهم السلام ) المحفوظين من الزّلات والخطايا بالإمداد الإلهي والقوّة الغيبية ،والملائكة .
/خ28