قوله تعالى:{كلا إذا بلغت التّراقي 26 وقيل من راق 27 وظن أنه الفراق 28 والتفّت الساق بالساق 29 إلى ربك يومئذ المساق 30 فلا صدّق ولا صلّى 31 ولكن كذب وتولى 32 ثم ذهب إلى أهله يتمطى 33 أولى لك فأولى 34 ثم أولى لك فأولى 35 أيحسب الإنسان أن يترك سدى 36 ألم يك نطفة من منّي يمنى 37 ثم كان علقة فخلق فسوّى 38 فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى 39 أليس ذلك بقادر على أن يحي الموتى} .
ذلك إخبار من الله عن الإنسان المدنف{[4705]} عند الاحتضار وما يكتنفه حينئذ من قسوة النزع وشديد الأهوال .نسأل الله الثبات حينئذ بالقول الثابت .فقال عز من قائل في تبيان هذه الحقيقة المريرة{كلا إذا بلغت التراقي 26 وقيل من راق} كلا تحتمل وجهين .أولهما: أن تكون للردع والزجر .فيكون المعنى: لست مكذبا يا ابن آدم هناك ما تراه عيانا .وثانيهما: أن تكون بمعنى حقا .أي حقا إذا بلغت الروح التراقي .وهي جمع ترقوة ،وهي العظام المكتنفة لثغرة النحر عن يمين وشمال .والنحر هو الحلق من أعلى الصدر والمراد تذكير الإنسان بشدة الحال عند نزول الموت .