قوله:{ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون} المراد بهم المنافقون أو المشوكون أو اليهود ،أو جمع هؤلاء ؛فإنهم يسمعون بآذانهم ولا يفضي السماع إلى قلوبهم ؛فلم يتعظوا بما سمعوا ولم يدكروا ،فكأنهم لم يسمعوا البتة ،فهم والذين لم يسمعوا البينات والحقائق سواء .والأصل في أولي الفطر السليمة والطبائع التي لم تفسدها أفاعيل الشياطين من الجن والإنس أن يبادروا فيستجيبوا لكلمات الله .الكلمات الباهرات العذاب ،ذلت الروعة الجلية النفاذة إلى أعماق الكينونة والقلوب .لكنهم لما لم يستجيبوا إلى كلمات الله الندية البالغة ،استبان أنهم قوم ( بور ) لا خير فيهم ولا جدوى من وعظهم أو سماعهم فكأنهم لم يسمعوا بحال .