{ وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ} .
أي لا يكن حالكم كحال الذين يقولون بأفواههم سمعنا ،{ وهم لا يسمعون} أي سمعنا ، ولم نع ما نقول ولم نتدبره ، ونتفكر فيه ونعمل على تنفيذ ما طلبه القائل ، فهم سمعوا بآذانهم ، ولم يسمعوا بقلوبهم .
وإن هذا النص يؤخذ منه بالتضمن أن السماع أقسام ثلاثة:
أولها – سماع تفهم وتدبر وإدراك وتنفيذ على بصر وعلم ، وهذا الذي يطلبه الله تعالى والنبي وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ ، وهو الذي ذكرناه آنفا .
والثاني – سماع من غير تدبر وإدراك وتبصر ، وهذا ما ينهاهم الله تعالى عنه ، وهو إن لم يكن نفاقا فهو غفلة عن الحق ، وليس سماع وعي وإنصات .
والثالث – سماع أهل النفاق الذين يقولون:سمعنا وعصينا ، أو الذين يحرفون القول عن موضعه .
ومهما يكن فهذان القسمان الآخران سماع كلا سماع . اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه .