{وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ قَالُواْ سَمِعْنَا} من المشركين الذين كان النبيّ يدعوهم إلى أن يسمعوا كلام الله ،ولكنهم لا يلقون بالاً إليه ،ولا يواجهونه بروح الاهتمام والإصغاء الداخليّ ،ولذلك اعتبر الله سماعهم بمنزلة العدم ،فقال{وَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ} ،لأن السمع هو الوسيلة التي تثير في الإنسان الحاجة إلى المعرفة ،والتفكير في ما يلقيه إليه الآخرون ،فإذا ترك الكلمة تدخل إلى سمعه ،من دون وعيٍ لمعناها وتفكيرٍ في مضمونها ،كان حاله كحال الذي لا يسمع أبداً ،لأنّ النتيجة واحدة على كلّ حال .