قوله:{أن جاءه الأعمى} أن جاء ،في موضع نصب على أنه مفعول له .وتقديره: لأن جاءه{[4759]} .فقد جاءه الأعمى ابن أم مكتوم مسترشدا والنبي صلى الله عليه وسلم منشغل بنفر من صناديد قريش ،وهو يدعوهم إلى الإسلام مؤملا أن يسلم بإسلامهم غيرهم .لكن النبي صلى الله عليه وسلم عبس في وجهه وأعرض عنه .فالآية بذلك عتاب من الله لنبيه صلى الله عليه وسلم في إعراضه وتولّيه عن عبد الله بن أم مكتوم .أما ما فعله ابن أم مكتوم فإنه غير مؤاخذ به ،لأنه لم يبصر انشغال النبي صلى الله عليه وسلم بالحديث إلى المشركين .ولو كان ابن أم مكتوم عالما بانشغال النبي بالمشركين لكان ما فعله من سوء الأدب ،فإنه ما ينبغي لامرئ أن يخاطب غيره وهو مشغول بأمر أو مسألة أو خطاب .