{أَن جَآءهُ الأعْمَى} الذي عاش مسؤولية الإيمان في مسؤولية المعرفة ،كما عاش مسؤولية الدعوة في حاجتها إلى الوعي الرسالي بكل مفرداتها العقيدية والتشريعية ،فأراد انتهاز فرصة وجود النبي( ص ) مع المسلمين ليأخذ من علمه ،ممّا أنزله الله عليه من كتاب ،وما ألهمه من علم الشريعة والمنهج والحياة ...ولكن النبيّ( ص ) لم يستجب له ،لأن هناك حالةً مهمّة يعالجها في دوره الرسالي المسؤول ،في محاولة لتزكية هؤلاء الكفار من وجهاء المشركين ،طمعاً في أن يسلموا ليتسع الإسلام في اتباع جماعتهم لهم ،لأنهم يقفون كحاجزٍ بين الناس وبين الدعوة ،ولذلك أجَّل النبي( ص ) الحديث مع هذا الأعمى إلى وقتٍ آخر ،إذا كانت الفرص الكثيرة تتسع للّقاء به أكثر من مرّة ،فتكون له الحرية في إغناء معلوماته بما يحب في جوٍّ هادىءٍ ملائم ،بينما لا تحصل فرصة اللقاء بهؤلاء دائماً ،فكانت المسألة دائرةًفي وعيه الرساليبين المهمّ في دور هذا الأعمى ،وبين الأهمّ في دور هؤلاء الصناديد .