قوله:{ولا ينفقون نفقة صغيرة ولا كبيرة} وذلك ترغيب في بذل المال في سبيل الله .والباذل لماله يبتغي به وجه ربه مجزي به خيرا مهما كان قدر ما بذل .فأيما نفقة في سبيل الله وهو الجهاد ،قلت النفقة أو كثرت ،فإن أجرها غير فائت ولا مضيع .
قوله:{ولا يقطعون واديا} أي ولا يتجاوز في سيرهم من أجل الجهاد واديا ،وهو المنفرج من الجبال والآكام التي يسيل فيها الماء ،وقد شاع في استعمال العرب بمعنى الأرض .{إلا كتب لهم} أي أثبت لهم في صحائف أعمالهم .وهو يعم ما سبق ذكره من الظمأ والنصب والمخمصة والوطء لإغاظة الكفار ،والنيل منهم أيما نيل .وكذا النفقة ،والسير وقطع المسافات للقاء العدو ،فإن ذلك كله مكتوب لأصحابه المجاهدين في سبيل الله{ليجزيهم الله أحسن ما كانوا يعملون} أي ليثبتهم الله أحسن جزاء على أعمالهم .وذلك يقتضي أن يكون لأعمالهم جزاء حسنا وآخر أحسن ،وقد اختار الله لهم ما هم أحسن{[1923]} .