قوله:{إنما يستأذنك الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر وارتابت قلوبهم} إنما يستأذن في التخلف عن الجهاد ،فيقعد مع القاعدين ،هم الخوالف المنافقون الذين خوت قلوبهم من الإيمان بالله واليوم الأخر ؛فغن التخلف عن ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم وجماعة المؤمنين ،والقعود عن أداء الواجب العظيم بغير عذر ولا سبب مقبول ،لا يفعله أولو العقيدة والتقوى ،ولا الذين يخشون الله ويلتزمون دينه والعمل شبعه وأحكامه ،إنما يفعله الخاوون الخاسرون الذين ضؤل في قلوبهم الإحساس بالإيمان الصحيح ،بل تسرب إلى نفوسهم الشك في حقيقة الإيمان بالله واليوم الآخر .
قوله:{فهم في ريبهم يترددون} أي هؤلاء المستأذنون لعدم الخروج مرتابون حائرون ؛فهم سادرون في الحيرة والتردد والاضطراب{[1793]} .