قوله:{وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم إلا أنهم كفروا بالله وبرسوله} أي أن ما منع هؤلاء المنافقين من أن تقبل منهم نفقاتهم التي ينفقونها في مختلف الوجوه أو السبل غلا كفرهم بالله وبرسوله ؛فلئن أظهروا للناس الإيمان ؛فإن الله يعلم أنهم كاذبون منافقون .وكذلك الناس يقفون على نفاقهم من هيئة سلوكهم وفي لحن حديثهم .
وكذلك فإن المنافقين لا يصلون إلا متثاقلين فلا يؤدون صلاتهم إلا كسالى .قال ابن عباس في ذلك: عن كان ( المنافق ) في جماعة صلى وإن انفرد لم يصل .وهو الذي لا يرجو على الصلاة ثوابا ولا يخشى في تركها عقابا .
وهذا مقتضى قوله تعالى:{ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى} .
قوله:{ولا ينفقون إلا وهم كارهون} أي لا يبتغي المنافقون من إنفاق أموالهم أيما ثواب من الله .وهم لا يعبأون بالإيمان أو الطاعة لله ؛فهم بذلك يعدون الإنفاق مغرما ووضعية{[1800]} ،ومن أجل ذلك فإن المنافين أموالهم عن اضطرار لا عن رغبة أو طواعية واختبار{[1801]} .وعلى هذا فإن قبول الطاعة بالإنفاق مرهون بصدق النية وبراءة القصد من النفاق أو الرياء . وجمة ذلك أن يبتغي باذل المال مرضاة لله ولأن يكون إنفاقه عن إخبات لله وإخلاص .