{وَمَا مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلاَ أَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ} فلم يؤمنوا من قاعدة الإخلاص والقناعة والجدّية ،بل كان الأمر بالنسبة إليهم تمثيلاً في تمثيل ،{وَلاَ يَأْتُونَ الصَّلاةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَى} لأنها لا تتحرك من حالةٍ روحيّةٍ منفتحةٍ على الله ،في ما تمثله من معراج المؤمن بروحه إلى الله في صلاته ،بل كانت تتحرك من أداء الدور التمثيلي الذي يخدع البسطاء ليخيّل إليهم أنهم سائرون في خط الإيمان ،ما يؤدي إلى أن تكون حركتهم في الصلاة حركة الإنسان الكسول الذي ينطلق بتثاقلٍ وجهدٍ كبيرٍ ،لأنه يفقد الواقع الحقيقي الذي يحقق له العمق والنشاط والامتداد ،{وَلاَ يُنفِقُونَ إِلاَّ وَهُمْ كَارِهُونَ} فلا مجال للحديث عن إنفاقٍ طوعيٍّ ،إلاّ من خلال الفرضيّة التي لا تخضع للواقع لأنهم يفقدون الدوافع الإيمانيّة للإنفاق ،فلا يتحرك فيهم إلا لتحقيق الأغراض المشبوهة التي تصوّرهم بصورة الإيمان من موقع الخداع والحيلة ،ولكن دون جدوى .