{وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ}: أي تهلك وتذهب بالموت .
الأموال والأولاد ..مظاهر خادعة
{فَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلادُهُمْ} مهما أعطتهم من ضخامة الموقع لدى الناس ،أو جمال الصورة لدى أنفسهم ،فإن الأموال لا تمثل قيمةً كبيرةً ،كما أن الأولاد لا يمثلون امتيازاً وتشريعاً ،لأن القيمة تتمثل من خلال ما يقوم به الإنسان من جهدٍ مفيد على مستوى الحياة يرفع مستواه بإرادته واختياره .أمّا الامتياز الذي يحصل عليه ،فهو ناشىء من قيمة المعرفة لديه وحركة العمل في نفسه ،وهما مفقودان لدى هؤلاء ،{إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} ،في ما يواجههم من مشاكل ومصائب وبلايا ،في جمع المال وتربية الأولاد ،وتعقيد الأوضاع والعلاقات المتعلقة بهما ،ما يجعل من ذلك مصدر عذابٍ حقيقيٍّ ،يفقد معه الإنسان لذّة امتلاكه لهما ،ويمتد الأمر بهم في الاشتغال بمشاكل الأولاد والأموال ،في حالات الفرح والحزن واللذة والألم ،حتى يبتعدوا بذلك عن الله ،ويعرضوا عن ذكره ،ويغفلوا عن النتائج السلبيّة التي تنتظرهم في الآخرة عذاباً وعقاباً ،ويفقدوا كل فرصةٍ للإيمان ،حتى يأتيهم الموت ،وهم غافلون{وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ} بالله واليوم الآخر ،جاحدون لتعاليمه وشرائعه ،فيلاقيهم العذاب من حيث لا يشعرون .