ولما بين تعالى قبائح أفعال المنافقين ،وما لهم في الآخرة من العذاب المهين ،وعدم قبول نفقاتهم ،تأثره ببيان أن ما يظنونه من منافع الدنيا هو في الحقيقة سبب لعذابهم وبلائهم ،فينجلي تمام الانجلاء أن النفاق مهواة الخسار ،لجلبه آفات الدنيا والآخرة فقال سبحانه:
55{ فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون} .
{ فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم} أي لأن ذلك استدراج لهم ،كما قال:{ إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا} أي بسبب ما يكابدون لجمعها وحفظها من المتاعب ،وما يرون فيها من الشدائد ،والمصائب .قوله:{ ليعذبهم} قيل:اللام زائدة ،وقيل:المفعول / محذوف ،وهذه تعليلية أي يريد إعطاؤهم لتعذيبهم{ وتزهق أنفسهم وهم كافرون} أي فيموتوا كافرين لاهين بالتمتع عن النظر في العاقبة ،فيكون ذلك استدراجا لهم ،وأصل ( الزهوق ) الخروج بصعوبة .أفاده القاضي .