تزهق أنفسهم: تخرج بصعوبة .
فلا تعجبْك أيها الرسول ،أموالُهم ولا أولادهم وما هم فيه من نِعم وخيرات ،فإن الله تعالى جعلَ هذه الأموالَ حسراتٍ عليهم ،لأنهم لم ينتفِعوا بها في الحياة الدنيا ،ولن يؤْجَروا عليها في الآخرة .
أما الأولاد فإنهم اعتنقوا الإسلامَ وأخلَصوا له ،فكان ذلك أشدَّ حسرةً على آبائهم ،ولا شيء أشدُّ على الوالد من أن يكون ولده على غير دينه .وكان عبد الله بن عبد الله بن أُبَيّ من أكبر المسلمين المتحمسين للإسلام ،وقد عرض على الرسول الكريم أن يَقتُلَ أباه ،فلم يقبل النبي صلى الله عليه وسلم .وهذا معنى: إنما يريدُ الله ليعذِّبَهم بها في الحياةِ الدنيا .
وتخرج أرواحُهم بصعوبة وشدة حين يموتون على الكفر ،فيعذّبهم اللهُ بكفرِهم في الآخرة كما عذّبَهم بأموالِهم وأولادهم في الدنيا .