وفي آخر الآيةمن الآيات محل البحثيتوجه الخطاب نحو النّبي قائلا: ( فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم ) .
فهي وإن كانت نعمةً بحسب الظاهر ،إلاّ أنّه ( إِنّما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون ) .
وفي الواقع فإنّهم يعذبون عن طريقين بسبب هذه الأموال والأولاد ،أي القوة الاقتصادية والإِنسانية:
فالأوّل: إنّ مثل هؤلاء الأبناء لا يكونون صالحين عادة ،ومثل هذه الأموال لا بركة فيها ،فيكونان مدعاة قلقهم وأَلَمِهِمْ في الحياة الدنيا ،إِذ عليهم أن يسعوا ليل نهار من أجل أبنائهم الذين هم مدعاة أذاهم وقلقهم ،وأن يجهدوا أنفسهم لحفظ أموالهم التي اكتسبوها عن طريق الإِثمّ والحرام .
والثّاني: لما كانوا بهذه الأَموال والأولاد متعلقين ،ولا يؤمنون بالحياة بعد الموت ولا بالدار الآخرة الواسعة ولا بنعيمها الخالد فليس من الهيّن أن يغمضوا عن هذه الأموال والذّرية ،ويخرجون من هذه الدنيابحال مزرِيَة وفي حال الكفر .
فالمال والبنون قد يكونان موهبة وسعادة ومدعاة للرفاه والهدوء والاطمئنان والدعة إذا كانا طاهرين طيبين و إِلاّ فهما مدعاة العذاب والشقاء والألم .
/خ55