قوله:{ألم يعلموا أنه من يحادد الله ورسوله فأن له نار جهنم خالدا فيها أبدا ذلك الخزي العظيم} المراد المنافقون .وقوله:{يحادد} من المحادة وأصلها المحاددة .حاددته ؛أي خالفته .والمحاددة كالمجانبة والمخالفة .واشتقاقه من الجد .وحاد فلان فلانا ؛أي صار في حد غير حده .كقوله:{شاقه أي صار في شق غير شقه{[1837]} ،ومعنى يحادد الله ؛أي يصير في حد غير حد الله ورسوله والمؤمنين .
والمعنى: ألم يعلم هؤلاء المنافقون الذين يحلفون بالله كذبا لإرضاء المؤمنين أنه من يحارب الله ورسوله فيكون على سبيل مخالف لسبيلهما ،ودين غير دينهما ،سيؤول إلى نار جهنم خالدا فيها .{ذالك الخزي العظيم} ذلك هو الهوان البالغ في الفظاعة والتنكيل .الهوان الذي يهون دونه كل هوان .وفي ذلك من الوعيد للمنافقين ،والتنديد بهم ما يزجرهم أعظم زجرا لو كانوا يعقلون{[1838]} .