المعنى:
قوله تعالى{وألقي السحرة ساجدين} أي أنهم لاندهاشهم وما بهرهم من الحق ألقوا بأنفسهم على الأرض ساجدين لله تعالى مؤمنين به .فسئلوا عن حالهم تلك فقالوا{آمنا برب العالمين رب موسى وهرون} وهنا خاف فرعون تفلت الزمام من يده وأن يؤمن الناس بموسى وهرون ويكفرون به فقال للسحرة:{آمنتم به قبل أن آذن لكم} بذلك أي كيف تؤمنون بدون إذني ؟على أنه يملك ذلك منهم وهي مجرد مناورة مكشوفة ،ثم قال لهم{إنه} أي موسى{لكبيركم الذي علمكم السحر} أي انه لما كان استاذكم تواطأتم معه على الغلب فأظهرتم أنه غلبكم ،تمويهاً وتضليلاً للجماهير ..ثم تهددهم قائلاً{فلسوف تعلمون} عقوبتي لكم على هذا التواطؤ وهي{لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف} أي أقطع من الواحد منكم يده اليمنى ورجله اليسرى{ولأصلبنكم أجمعين} فلا أبقي منكم أحداً إلا أشده على خشبة حتى يموت مصلوباً ،هل فعل فرعون ما توعد به ؟الله أعلم .