شرح الكلمات:
{ولا تجادلوا أهل الكتاب}: أي لا تحاجوا ولا تناظروا اليهود ولا النصارى .
{إلا بالتي هي أحسن}: أي إلا بالمجادلة التي هي أحسن وهي الدعوة إلى الله بآياته والتنبيه على حججه .
{إلا الذين ظلموا منهم}: أي الذين لم يدخلوا في ذمة المسلمين بدفع الجزية وبقوا حربا على المسلمين .
المعنى:
قوله تعالى:{ولا تجادلوا أهل الكتاب} هذا تعليم للرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنين يأخذون به مستقبلا عندما يتصلون بأهل الكتاب ويحتكون بهم فقال عز وجل مخاطباً الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنين من أمته{ولا تجادلوا أهل الكتاب} الذين هم اليهود والنصارى فنهاهم عن مجادلتهم وهي خصامهم ومحاجتهم ومناظرتهم{إلا بالتي هي أحسن} أي إلا بالمجادلة التي هي أحسن وذلك بدعوتهم إلى الله تعالى ليؤمنوا برسوله ويدخلوا في دنيه الإِسلام والتنبيه على حجج الله وأدلة وحيه وكتابه .وقوله{إلا الذين ظلموا منهم} وهم الذين لم يدخلوا في ذمة المسلمين ولم يؤدوا الجزية وناصبوا المسلمين الحرب والعداء فهؤلاء لا يجادلون ولكن يُحَكَّم فيهم السيف فيقاتلون حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون وقوله تعالى:{وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون} .هذا تعليم آخر للمؤمنين وهو: إن أخبرهم أهل الكتاب بشيء لا يوجد في الإسلام ما يثنيه ولا ما ينفيه وادّعوا هم أنه في كتابهم في هذه الحال فقولوا ما أرشدنا الله تعالى إلى قوله وهو:{آمنا بالذي أُنزل إلينا} إلى آخر الآية حتى لا نكون قد كذَّبنا بحق ولا آمنَّا بباطل ،وفي البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم ،وقولوا{آمنا بالذي أُنزل إلينا وأُنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون} .
الهداية:
من الهداية:
- مشروعية مجادلة أهل الكتاب من أهل الذِّمَّة بالتي هي أحسن .
- حرمة سؤال أهل الكتاب لقوله صلى الله عليه وسلم:"لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء فإنهم لن يهدوكم وقد ضلوا ،إما أن تكذبوا بحق أو تصدقوا بباطل".
- منع تصديق أهل الكتاب أو تكذيبهم إذا أخبروا بشيء ووجوب قول:{آمنا بالذي أُنزل إلينا وأُنزل إليكم ،وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون} .