شرح الكلمات:
{قل الله يحييكم ثم يميتكم}: أي قل لهم يا رسولنا الله الذي يحييكم حين كنتم نطفاً ميتة ،ثم يميتكم .
{ثم يجمعكم إلى يوم القيامة}: أي ثم بعد الموت يجمعكم إلى يوم القيامة للحساب والجزاء .
{لا ريب فيه}: أي يوم القيامة الذي لا ريب ولا شك في مجيئه في وقته المحدد له .
{ولكن أكثر الناس لا يعلمون}: أي لا يعلمون لعدم تلقيهم العلم عن الوحي الإلهي لكفرهم بالرسل والكتب .
المعنى
فقال تعالى في رد هذه الشبهة وبيان الحق في المسألة{قل الله يحييكم ثم يميتكم ،ثم يجمعكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه ولكن أكثر الناس لا يعلمون} أي قل يا رسولنا لهؤلاء الدهريين المنكرين للبعث ،الله يحييكم إذ كنتم نطفاً ميتة فأحياكم ،ثم يميتكم بدون اختياركم ،فالقادر على الإحياء والإماتة وفعلا هو يحيي ويميت لا يحيل العقل أن يحيي من أحياهم ثم أماتهم ،وإنما لم يحيهم اليوم كما طلبتم ؛لأنه لا فائدة من إحيائهم بعد أن أحياهم ثم أماتهم ،هذا أولاً ،وثانياً إحياؤه لكم اليوم يتنافى مع الحكمة العالية في خلق هذه الحياة الدنيا والآخرة إذ خلقوا ليعملوا ،ثم يجازوا بأعمالهم خيرها وشرها .ولهذا قال ثم يجمعكم أي أحياء في يوم القيامة للحساب والجزاء .وقوله لا ريب فيه أي لا شك في وقوعه ومجيئه ،إذ مجيئه حتمي لقيام الحياة الدنيا كلها عليه .ولكن أكثر الناس لا يعلمون هذا لأمرين: الأول أنهم لا يفكرون ولا يتعقلون ،والثاني أنهم لتكذيبهم بالوحي الإلهي سدوا في وجوههم طريق العلم الصحيح فهم لا يعلمون ،ولا يعلمون حتى يؤمنوا بالوحي ويسمعوه ويتفهموه .
الهداية
من الهداية
- عدم إحياء الله تعالى للمطالبين بحياة من مات حتى يؤمنوا لم يكن عن عجز بل لأنه يتنافى مع الحكمة التي دار عليها الكون كله .
- بيان أن أكثر الناس لا يعلمون وذلك لأنهم كذبوا بالوحي الإلهي في الكتاب والسنة .
- بيان أنه لا علم صحيح إلاَّ مِنْ طريق الوحي الإلهي .