{قُلِ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ} فهذه هي الحقيقة الإلهية في وجود الإنسان ،فهووحدهالقادر على إعادة الحياة ،كما أنهوحدهالقادر على إيجادها ،فليس لأحدٍ أن يطلب من أيّ مخلوقٍ ،حتى إذا كان نبياً ،أن يعيد الحياة لأي شخصٍ ،لأن النبي لا يملك أية قدراتٍ إحيائيةٍ إلاَّ بإذن الله ،الذي أعطى بعض هذه القدرة لبعض رسله ،إذا ما كان دوره الرسالي يفرض ذلك ،لا نزولاً عند طلب التحدي المضاد ،لأن الله لا يستجيب للتحدي ،كما يستجيب الناس الذين ينفعلون بالتحدي ،أو يخافون السقوط أمام مواقعه ،فإن الله بالغ أمره في كل شيء ..ولذلك فلا بد لهؤلاء من أن يفهموا سنّة الله الحتمية التي تنطلق من حكمته في خلق الإنسان ،لتكون حياته ساحةً للمسؤولية ،وليكون موته جسر عبور إلى يوم القيامة ،حيث يواجهون نتائج المسؤولية وتتأكد حكمة الله من الخلق ،ولكن مشكلة هؤلاء وغيرهم ،ممن يعيشون في السطح الظاهر من الأمور ،أنهم لا يفكرون{وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ} لأنهم لا يأخذون بأسباب العلم ،في ما أعدّه الله لهم من وسائله الذاتية والموضوعية ،بفعل ابتعادهم عن الجديّة في حسابات المصير .