{وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آياتُنَا بَيِّنَاتٍ} مما لا مجال فيه لشبهةٍ أو ريبٍ{مَّا كَانَ حُجَّتَهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ ائْتُواْ بِآبَآئِنَآ إِن كُنتُمْ صَادِقِين} لأنهم لا يملكون مواجهة البينات بالحجة العلمية المقنعة التي تناقش مفردات العقيدة التي تطرحها ،أو طبيعة المفاهيم التي تثيرها ،ولذلك فإنهم يهربون من الموقف إلى طرح التحدي الساذج الذي لا معنى له ،لأن الأنبياء لم يأتوا ليغيّروا النظام الكوني المتعلق بالحياة وبالإنسان ،ليبعثوا الحياة في الموتى ،وليحوّلوا التراب ذهباً ،والصحراء ينابيع وجناتٍ ،وما إلى ذلك ،بل جاءوا ليخاطبوا العقل والوجدان ،بالأفكار التي يستلهمونها من وحي الله ،ليوجهوا الناس إلى الأخذ بتلك الأفكار في نظامهم الحركي في المجالات العامة والخاصة ،ولهذا كانوا يطلقون الفكرة ويدعون إلى الحوار حولها ،ثم يواجهون الأفكار المضادة ليناقشوها ،وليطرحوا على دعاتها أن يقدّموا البراهين الواضحة التي تثبت صحتها من الناحية الفكرية .