شرح الكلمات
{أذهبتم طيباتكم في حياتكم}: أي يقال لهم أذهبتم طيباتكم باشتغالكم بملذاتكم في الدنيا .
{واستمتعتم بها}: أي تمتعتم بها في الحياة الدنيا .
{فاليوم تجزون عذاب الهون}: أي جزاؤكم عذاب الهوان .
{بما كنتم تستكبرون في الأرض}: أي تتكبرون في الأرض .
{بغير الحق}: أي إذ لا حق لكم في الكبر والكبرياء لله ،ولم يأذن لكم فيه .
{وبما كنتم تفسقون}: أي تخرجون عن طاعة الله ورسوله .
المعنى:
وقوله تعالى{ويوم يعرض الذين كفروا على النار} أي اذكر يا رسولنا لهؤلاء المشركين يوم يعرضون على النار ويقال لهم في توبيخ وتقريع{أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا} أي بإقبالكم على الشهوات والملاذ ناسين الدار الآخرة فاستمتعتم بكل الطيبات ولم تبقوا للآخرة شيئا{فاليوم تجزون عذاب الهون} أي الهوان{بما كنتم تستكبرون في الأرض بغير الحق} إذ لا حق لكم في الكبر لضعفكم وعجزكم إنما الكبرياء لله الملك الحق أما أنتم فقد ظلمتم باستكباركم عن الإِيمان بربكم ولقائه وعن طاعته{وبما كنتم تفسقون} أي وبفسقكم عن طاعة ربكم وطاعة رسوله .إذاً فادخلوا جهنم داخرين .
الهداية:
من الهداية:
- التحذير من الانغماس في الملاذ والشهوات والاستمتاع .
- التحذير من الكبر والفسق وأن الكبر من أعمال القلوب والفسق من أعمال الجوارح .
- مدى فهم السلف الصالح لهذه الآية{أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها .
1 ) قرأ يزيد حتى بلغ{وبما كنتم تفسقون} ثم قال تعلمون والله إن أقواما يسترطون حسناتهم استبقى رجل طيباته إن استطاع ولا قوة إلا بالله .
2 ) روى أن عمر بن الخطاب كان يقول لو شئت لكنت أطيبكم طعام وألينكم لباسا ،ولكن استبقي طيباتي .
وذُكِر أنه لمّا قدم الشام صنع له طعام لم ير قبله مثله ،قال هذا لنا لفقراء المسلمين الذين ماتوا وهم لا يشبعون من خبز الشعير ؟فقال له خالد بن الوليد لهم الجنة ،فاغرورقت عينا عمر رضي الله عنه وقال لئن كان حظنا الحطام وذهبوا بالجنة لقد باينونا وبنا بعيدا .