وقوله:( ويوم يعرض الذين كفروا على النار أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها ) أي:يقال لهم ذلك تقريعا وتوبيخا . وقد تورع [ أمير المؤمنين] عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - عن كثير من طيبات المآكل والمشارب ، وتنزه عنها ، ويقول:[ إني] أخاف أن أكون كالذين قال الله تعالى لهم وقرعهم:( أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها )
وقال أبو مجلز:ليتفقدن أقوام حسنات كانت لهم في الدنيا ، فيقال لهم:( أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا )
وقوله:( فاليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تستكبرون في الأرض بغير الحق وبما كنتم تفسقون ) فجوزوا من جنس عملهم ، فكما نعموا أنفسهم واستكبروا عن اتباع الحق ، وتعاطوا الفسق والمعاصي ، جازاهم الله بعذاب الهون ، وهو الإهانة والخزي والآلام الموجعة ، والحسرات المتتابعة والمنازل في الدركات المفظعة ، أجارنا الله من ذلك كله .