شرح الكلمات:
{لا يسخر قوم من قوم}: أي لا يزدر قوم منكم قوما آخرين ويحتقرونهم .
{عسى أن يكونوا خيرا منهم}: أي عند الله تعالى والعبرة بما عند الله لا ما عند الناس .
{ولا تلمزوا أنفسكم}: أي لا تعيبوا بعضكم بعضا فإنكم كفرد واحد .
{ولا تنابزوا بالألقاب}: أي لا يدعو بعضكم بعضا بلقب يكرهه نحو يا فاسق يا جاهل .
{بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان}: أي قبح اسم الفسوق يكون للمرء بعد إيمانه وإسلامه .
{ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون}: أي من لمز ونبز المؤمنين فأولئك البُعداء هم الظالمون .
المعنى:
وقوله في الآية ( 11 ) يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن} إذ من عوامل النزاع والتقاتل وأسبابهما سخرية المؤمن بأخيه واحتقاره لضعف حاله ورثاثة ثيابه وقلة ذات يده فحرم تعالى بهذه الآية على المسلم أن يحتقر أخاه المسلم ويزدريه منبهاً إلى أن من احتقر وازدرى به وسخر منه قد يكون غالبا غير خيرا عند الله من المحتقر له والعبرة بما عند الله لا بما عند الناس والرجال في هذا والنساء سواء فلا يحل لمؤمنة أن تزدري وتحتقر أختها المؤمنة عسى أن تكون عند الله خيرا منها والعبرة بالمنزلة عند الله لا عند الناس وكما حرم السخرية بالمؤمنين والمؤمنات لإِفضائها إلى العداوة والشحناء ثم التقاتل حرم كذلك اللمز والتنابز بالألقاب فقال تعالى{ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان} ومعنى لا تلمزوا أنفسكم أي لا يعب بعضكم بعضا بأي عيب من العيوب فإِنكم كشخص واحد فمن عاب أخاه المسلم وأنما عاب نفسه كما أن المعاب قد يرد العيب بعيب من عابه وهذا معنى ولا تلمزوا أنفسكم وقوله ولا تنابزوا بالألقاب أي يلقب المسلم أخاه بلقب يكرهه فإِن ذلك يفضي إلى العداوة والمقاتلة وقوله{بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان} أي قبح أشدَّ القبح أن يلقب المسلم بلقب الفسق بعد أن أصبح مؤمنا عدلا كاملا في أخلاقه وآدابه فلا يحل لمؤمن أن يقول لأخيه يا فاسق أو يا كافر أو يا عاهر أو يا فاسد ،إذ بئس الاسم اسم الفسوق كما أن الملقب للمسلم بألقاب السوء يعد فاسقا وبئس الاسم له أن يكون فاسقاً بعد إيمانه بالله ولقائه والرسول وما جاء به ،وقوله تعالى{ومن لم يتب} أي من احتقار المسلمين وازدرائهم وتلقيبهم بألقاب يكرهونها{فأولئك هم الظالمون} المتعرضون لغضب الله وعقابه .
الهداية:
من الهداية:
- حرمة السخرية واللمز والتنابز بين المسلمين .