{وَمِنهُمْ مَّن يَنظُرُ إِلَيْكَ} نظر الأبله الذي لا يعي معاني الأشياء التي ينظر إليها ،فلا يجد منها إلا الصورة من دون أن يتعرف ملامحها ،أو يدقّق في مضمونها ،أو يدرك آفاقها ،وبذلك لا يتحوّل البصر عنده إلى أداةٍ للمعرفة ،بل يبقى مجرد آلة تصوير ترصد الهيئة الظاهرية للشيء ،ثم تتركها في سلّة المهملات .وهكذا تكون النظرة البلهاء المغلقة ،حالة ظلام عقليّ في حركة الشخصية ،فيتساوى أمامها الأعمى والبصير ،لأن النتائج السلبيّة واحدةٌ أمام الحالتين ،فلا تتعقديا محمدمن ذلك ،لأنهم ينظرون إليك بعيون مبصرة في حركة الضوء ،عمياء في حركة العقل .{أَفَأَنْتَ تَهْدِي الْعُمْىَ وَلَوْ كَانُواْ لاَ يُبْصِرُونَ}{فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى الأبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُور} [ الحج: 46] .