{وَيَسْتَنْبِئُونَكَ}: الاستنباء: طلب النبأ الذي هو الخبر .
{وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ} في أسلوب يوحي بعدم التصديق ،تماماً كما لو كان يريد أن يثير في نفس النبيّ حالة التراجع من خلال الإيحاء بغرابة الموضوع واستحالته ،ما يجعل من الحديث عنه حديثاً لا يتصل بحركة الحقيقة في العقل ،بل بحركة الأجواء الضاغطة التي تدفع الإنسان إلى الكذب والقول بغير علم في ما يريد أن يجلب لنفسه فيه خيراً ،أو يدفع عنه شراً ،فإذا رأى النتائج السلبيّة لموقفه تراجع عنه .ولكن الله يريد للنبي أن يؤكد لهم هذه الحقيقة ،في حجمها الطبيعي الذي لا مجال لتصغيره أو تكبيره أو إنكاره بالذات .{قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ} وستلتقون به ،ولن تستطيعوا الهرب منه ،مهما حاولتم ،ولن تملكوا القوة على مواجهته{وَمَآ أَنتُمْ بِمُعْجِزِينَ} فإن الله إذا أراد شيئاً أدركه وحقّقه كما يريد ،وسيواجهون الموقف الذي لا يمكن لهم أن يتحملوه