{تَوَلَّيْتُمْ}: أعرضتم .
{فَإِن تَوَلَّيْتُمْ} وأعرضتم ،فلن يضرّني ذلك ،لأني لا أتحرك في مواقع الرسالة والهداية من حسابات الربح والخسارة ،في ما أطمع أن ينالني منكم من نفع ماديّ أو غيره ،أو من دفع ضرر مثله ،لأشعر بالضعف أمام حالتكم هذه ،لأني أنطلق في ذلك كله من الله ،لأصل إليه وألتقي بمغفرته ورضوانه من موقع المسؤوليّة ،{فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ} فهو غاية المأمول في كل شيء ،وهو الذي يمنح عبده عطاياه في الدنيا والآخرة{وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ} الذين يعيشون إسلام الفكر والقلب والعمل لله في كل شيء ،مهما كانت الظروف قاسية والتحديات صعبة ،من خلال ما يمثله ذلك من ضغط نفسي ومادي على الإنسان ،وبذلك كان الإصرار على الموقف مظهراً من مظاهر الإسلام الشامل لكل أجواء الحياة .