{تَبَوَّءَا}: اتخذا .
موسى يؤمر ببناء قاعدة للمواجهة
{وَأَوْحَيْنَآ إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا} لتبقى قاعدةً للانطلاق في عملية صنع القوّة المستقبلية ،لأن بدايات النصر قد لاحت ،فلا مجال للاهتزاز في المواقع ،بل لا بد من الإيحاء بالثبات ،في ما تمثله إقامة البيوت من ذلك{وَاجْعَلُواْ بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً} أي متقابلة في مواجهة بعضها البعض ،لأن ذلك يحقق إمكانات المواجهة أمام أيّ خطرٍ داهمٍ كأسلوبٍ من أساليب تجميع القوّة .
{وَأَقِيمُواْ الصَّلاةَ} التي تمثل الطابع الروحي الذي يطبع هذا المجتمع الجديد الذي يرتكز على أساس عبادة الله في مواجهة عبادة الطاغوت .وربما كان الاكتفاء بإقامة الصلاة باعتبارها المعراج الروحي الذي يجسّد معنى الإيمان بالله في مواقف العبادة والخضوع{وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} بالنصر على فرعون وبداية التحرك من أجل نهاية الطغيان ،ليبدأ عهدٌ جديدٌ يرف فيه لواء الحق والعدل على رؤوس الجميع ،فلا يبقى هناك مجال لأيِّ ضغطٍ خارجيّ كافرٍ ،مهما كان نوعه .ويمكن أن يتوسّع معنى البشارة ليشمل أجواء الآخرة التي تتلقى فيها الملائكة وفود المؤمنين بالبشرى بالجنة التي كانوا يوعدون .