{كَعَصْفٍ}: العصف: هو الجاف من ورق الشجر .
{مَأْكُول}: هو الفتيت من الطحين حين تمزقه الحشرات وتأكله .
{فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولِ} والعصف: هو الجاف من ورق الشجر ،والمأكول هو الفتيت من الطحين حين تمزقه الحشرات وتأكله ،أو حين يأكله الحيوان ويمضغه ،وهكذا تمزقت أجسادهم وتفتّتت بفعل هذه الحجارة التي كانت تفعل فيها فعل القذيفة التي تحوّل الأجساد إلى أشلاء ،بقدرة الله التي لا يعجزها شيء .
وبقي للتاريخ الرساليّ الإيحاء الإلهي الذي يؤكّد للمؤمنين بأن الله إذا أراد حماية بيته ودينه ،فإنه يتدخّل بإرادته ،بطريقة خارقة للعادة ،ليهزم كل الطغاة الذين يريدون به كيداً ،فلا تثبت أمامه قوّة ،ولا تنجح أيّة مكيدةٍ ،مهما كان نوعها ،فعلى المؤمنين أن يعرفوا كيف حفظ الله بيته الحرام ،حتى وهو في أيدي المشركين الذين تفرقوا عنه ،فكيف لا يحميه وهو في أيدي المؤمنين ،وتلك هي العبرة البالغة في كل حين .