{ فجعلهم كعصف مأكول} قال ابن جرير{[7545]}:كزرع أكلته الدواب فراثته وتفرقت أجزاؤه ،شبه تقطع أوصالهم بالعقوبة التي نزلت بهم ،وتفرق آراب أبدانهم بها بتفرق أجزاء الروث الذي حدث عن أكل الزرع .
قال الشهاب:ولم يذكر الروث لهجنته ،فجاء على الآداب القرآنية ،وفيه إظهار تشويه حالهم .
وقال أبو مسلم:( العصف ) التبن ،لقوله{[7546]}{ ذو العصف والريحان ...} لأنه تعصف به الريح عند الذر فتفرقه عن الحب ،وهو إذا كان مأكولا فقد بطل ولا رجعة له ولا منعة فيه انتهى .
ومن الوجوه في الآية أن يكون المعنى كزرع قد أكل حبه وبقي تبنه ،والتقدير:كعصف مأكول الحب ،كما يقال:فلان حسن ،أي حسن الوجه ،فأجرى{ مأكول} على ( العصف ) من أجل أنه أكل حبه ؛ لأن هذا المعنى معلوم ،ومنها أيضا أن معنى{ مأكول} مما يؤكل ،يعني تأكله الدواب .يقال لكل ما يصلح للأكل:( هو مأكول ) ،والمعنى جعلهم كتبن تأكله الدواب في التفرق والتفتت والهلاك ،أشار له الرازي .