وقوله:( فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ )
يعني تعالى ذكره:فجعل الله أصحاب الفيل كزرع أكلته الدواب فراثته, فيبس وتفرّقت أجزاؤه; شبَّه تقطُّع أوصالهم بالعقوبة التي نـزلت بهم, وتفرّق آراب أبدانهم بها, بتفرّق أجزاء الروث, الذي حدث عن أكل الزرع.
وقد كان بعضهم يقول:العصف:هو القشر الخارج الذي يكون على حبّ الحنطة من خارج, كهيئة الغلاف لها.
*ذكر من قال:عُني بذلك ورق الزرع:
حدثني محمد بن عمرو, قال:ثنا أبو عاصم, قال:ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال:ثنا الحسن, قال:ثنا ورقاء, جميعا عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, قوله:( كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ ) قال:ورق الحنطة.
حدثنا ابن عبد الأعلى, قال:ثنا ابن ثور, عن معمر, عن قتادة ( كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ ) قال:هو التبن.
وحُدثت عن الحسين, قال:سمعت أبا معاذ, قال:أخبرنا عبيد, قال:سمعت الضحاك يقول في قوله:( كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ ):كزرع مأكول.
حدثني محمد بن عمارة الأسدي, قال:ثنا زريق بن مرزوق, قال:ثنا هبيرة, عن سلمة بن نُبَيط, عن الضحاك, في قوله ( كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ ) قال:هو الهبور بالنبطية, وفي رواية:المقهور.
حدثني يونس, قال:أخبرنا ابن وهب, قال:قال ابن زيد, في قوله:( فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ ) قال:ورق الزرع وورق البقل, إذا أكلته البهائم فراثته, فصار رَوْثا.
*ذكر من قال:عني به قشر الحبّ:
حدثني محمد بن سعد, قال:ثني أبي, قال:ثني عمي, قال:ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس ( كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ ) قال:البرّ يؤكل ويُلقى عصفه الريح والعصف:الذي يكون فوق البرّ:هو لحاء البرّ.
وقال آخرون في ذلك بما حدثنا ابن حميد, قال:ثنا مهران, عن أبي سنان, عن حبيب بن أبي ثابت:( كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ ) قال:كطعام مطعوم.
آخر تفسير سورة الفيل