{وَاسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ} وافتحوا قلوبكم لله ،وأشهدوه عليها بالإحساس العميق بالندم ،والابتهال الخاشع إليه ،واطلبوا منه المغفرة لذنوبكم في ما أسلفتم من ذنوب{ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ} في موقف عمليّ ،يؤكد رجوعكم عما أنتم فيه ،ويدفع بكم إلى الموقف الصحيح الذي يضع أقدامكم على الصراط المستقيم الذي يؤدّي إلى الحصول على مغفرته ورحمته ورضوانه ،{إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ} فمنه الرحمة الواسعة لعباده ،والمودّة الرحيمة التي يسبغها عليهم من لطفه وعطفه .
ولعل في تعبيره عن الربّ ،بالإضافة إليه ،بعد أن كان قد أضافه إليهم ،إشارة إلى ما يملكه من المعرفة به في صفاته الحسنى ،وجهلهم بتلك الصفات .بينما كان هدف إضافته إليهم في دعوتهم للاستغفار والتوبة ،الإيحاء بأنّهم المربوبون له ،لا إلى غيره من الأرباب التي يتوهمونها ويدّعونها من دونه ،الأمر الذي يفرض عليهم المبادرة للحصول على رضاه .