/م84
/م87
{ واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه} أي اطلبوا منه المغفرة لما أنتم عليه من الشرك والمعاصي بتركهما ، ثم توبوا إليه كلما وقع منكم معصية ، وقد تقدم مثل هذا غير مرة .
{ إن ربي رحيم ودود} هذا تعليل لما قبله ، أي عظيم الرحمة للمستغفرين التائبين بمغفرته وعفوه ، كثير المودة لهم بإحسانه ونعمه ، والمودة في اللغة عطف الصلة ، والإكرام بالفعل كما يعلم من استعمالها ، وتساهل أو غلط من فسرها بالمحبة ، وهذا وعد قفى به على الوعيد الذي قبله ، وترك له الخيار فيما يرجحونه منهما بعد إقامة الحجة عليهم ، والآية دليل على أن الندم على فعل الفساد والظلم بالتوبة واستغفار الرب تعالى من أسباب خير الدنيا والآخرة ، كما تقدم نظيره مكررا في هذه السورة ، وكذلك يقتضيان فعل العدل والصلاح اللذين هما سبب العمران والخير في الدنيا ، ومغفرة الله ومثوبته في الآخرة ، وقد عبر عنهما هنا بما يدل عليهما من صفاته تعالى وهي الرحمة والمودة ، وارجع إلى ما عبر به عن فائدة الاستغفار والتوبة في الآية الثالثة و 52 و 61 وتأمل هذه البلاغة والتفنن في بيان المعنى الواحد .