/م84
/م91
{ قالوا يا شعيب ما نفقه كثيرا مما تقول} حققنا في تفسير سورة الأعراف أن الفقه في اللغة أخص من الفهم والعلم ، وهو الفهم الدقيق العميق المؤثر في النفس الباعث على العمل ، أي ما نفقه كثيرا مما ترمي مما وراء ظواهر أقوالك من بواطنها وتأويلها ، كبطلان عبادة آلهتنا ، وقبح حرية التصرف في أموالنا ، وعذاب محيط يبيدنا ، وإصابتنا بمثل الأحداث الجوية التي نزلت بمن قبلنا ، كأن أمرها بيدك وتصرفك أو تصرف ربك ، يصيب بها من تشاء أو يشاء لأجلك .
{ وإنا لنراك فينا ضعيفا} لا حول ولا قوة تمتنع بها منا إن أردنا أن نبطش بك ، وأنت على ضعفك تنذرنا العذاب المحيط الذي لا يفلت منه أحد .
{ ولولا رهطك} أي عشيرتك الأقربون ، والرهط الجماعة من الثلاثة إلى السبعة أو العشرة .
{ لرجمناك} لقتلناك شر قتلة ، وهي الرمي بالحجارة حتى تدفن فيها .
{ وما أنت علينا بعزيز} أي بذي عزة ومنعة علينا تحول بيننا وبين رجمك ، وإنما نعز رهطك ونكرمهم على قلتهم ، لأنهم منا وعلى ديننا الذي نبذته وراء ظهرك ، وأهنته ، ودعوتنا إلى تركه لبطلانه وفساده في زعمك .