القول في تأويل قوله تعالى:قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا وَلَوْلا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ (91)
قال أبو جعفر:يقول تعالى ذكره:قال قوم شعيب لشعيب:(يا شعيب ما نفقه كثيرًا مما تقول)، أي:ما نعلم حقيقة كثير مما تقول وتخبرنا به (3)، ( وإنا لنراك فينا ضعيفًا) .
* * *
ذُكِر أنه كان ضريرًا، فلذلك قالوا له:(إنا لنراك فينا ضعيفًا).
* * *
*ذكر من قال ذلك:
18507- حدثني عبد الأعلى بن واصل قال ، حدثنا أسد بن زيد الجصاص قال، أخبرنا شريك، عن سالم، عن سعيد بن جبير في قوله:(وإنا لنراك فينا ضعيفًا)، قال:كان أعمى. (4)
18508- حدثنا عباس بن أبي طالب قال، حدثني إبراهيم بن مهدي المصيصي قال ، حدثنا خلف بن خليفة، عن سفيان، عن سعيد، مثله.
18509- حدثنا أحمد بن الوليد الرملي قال ، حدثنا إبراهيم بن زياد وإسحاق بن المنذر، وعبد الملك بن زيد قالوا، حدثنا شريك، عن سالم، عن سعيد، مثله. (5)
18510- . . . . قال، حدثنا عمرو بن عون ومحمد بن الصباح قالا سمعنا شريكًا يقول في قوله:(وإنا لنراك فينا ضعيفًا) ، قال:أعمى.
18511- حدثنا سعدويه قال ، حدثنا عباد، عن شريك، عن سالم، عن سعيد بن جبير، مثله. (6)
18512- حدثني المثنى قال ، حدثنا أبو نعيم قال ، حدثنا سفيان قوله:(وإنا لنراك فينا ضعيفًا) ، قال:كان ضعيف البصر،قال سفيان:وكان يقال له:"خطيب الأنبياء "
18513-. . . . قال، حدثنا الحماني قال ، حدثنا عباد، عن شريك، عن سالم، عن سعيد:(وإنا لنراك فينا ضعيفًا) ، قال:كان ضرير البصر.
* * *
،وقوله:(ولولا رهطك لرجمناك) ، يقول:يقولون:ولولا أنك في عشيرتك وقومك، (لرجمناك)، يعنون:لسببناك. (7)
* * *
وقال بعضهم:معناه لقتلناك.
*ذكر من قال ذلك:
18514- حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله:(ولولا رهطك لرجمناك) ، قال:قالوا:لولا أن نتقي قومك ورهطك لرجمناك.
* * *
وقوله:(وما أنت علينا بعزيز)، يعنون:ما أنت ممن يكرَّم علينا، فيعظمُ علينا إذلاله وهوانه، بل ذلك علينا هيّن. (8)
-------------------
الهوامش:
(3) انظر تفسير "الفقه "فيما سلف 14:582 ، تعليق:2 ، والمراجع هناك .
(4) الأثر:18507 - "أسد بن زيد الجصاص "، لم أجد له ذكرا . وإنما يذكرون:"أسيد بن زيد بن نجيح الجمال "، وهو الذي يروي عن شريك ، ويروي عنه أبو كريب وطبقته من شيوخ أبي جعفر الطبري ، مترجم في التهذيب ، والكبير 1 / 2 / 16 وأبي حاتم 1 / 1 / 318 ، وميزان الاعتدال 1:119 . ولكن هذا "الجمال "، وذاك "الجصاص "، فلا أدري من يكون هذا الذي ذكره أبو جعفر .
(5) الأثر:18509 - "عبد الملك بن يزيد "، هكذا هو في المخطوطة ، كما أثبته ، وفي المطبوعة:"عبد الملك بن زيد "، غير ما في المخطوطة . ولم أعرف من يكون "عبد الملك بن يزيد "أو "ابن زيد "، الذي يروي عن شريك ؟
(6) الأثر:18511 - "سعدويه ، الضبي الواسطي "، هو "سعيد بن سليمان "، شيخ الطبري ، مضى برقم:611 ، 2168 ، 11996 ، 13809 ( ج 12:585 ، تعليق:1 ) . "وسعدويه "، يروي عن شريك ، ولكنه يروي أيضًا عن عباد بن العوام ، فروى عن شريك هنا بالواسطة .
(7) في المطبوعة والمخطوطة:"لولا أنت في عشيرتك "، وأرجح أن الصواب ما أثبت .
(8) انظر تفسير "عزيز "فيما سلف من فهارس اللغة ( عزز ) .