{نَفْقَهُ}: الفقه: فهم الكلام .
{رَهْطُكَ}: الرهط: عشيرة الرجل وأصله .
{لَرَجَمْنَاكَ}: الرجم: الرمي بالحجارة .
...ويستمر شعيب في إنذارهم وترويضهم بمختلف الأساليب ،ولكنهم لا يرتدعون ،ولا يسمعون ،فهم في شغلٍ عن التفكير بذلك ،لانصرافهم إلى التفكير بالوسائل التي يضعفون بها موقفه ،ويهزمون بها رسالته ،{قَالُواْ يا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِّمَّا تَقُولُ} فليس لهذه الأفكار التي تثيرها أمامنا ،أي صدىً في نفوسنا لأنها بعيدة عن الأجواء التي عشناها في حركة العبادة ،فقد تعوّدنا على نمط من الفكر والسلوك ،عايشناه ،ولا مجال معه للنظر في تفكير جديد أو دعوة جديدة ،لأن ذلك يدفع بنا إلى الاهتزاز في المواقف ،والابتعاد عن مواقعنا التاريخيّة المرتبطة بالآباء والأجداد .هذا من جهة ،ومن جهة أخرى فإن مَنْ يريد تغيير المجتمع على أساس دعوته لا بد من أن يملك القوة الاجتماعية التي تفرض على الناس اتبِّاعه ،والخضوع له ،لأن قضية التغيير تمثل نوعاً من أنواع القوّة التي لا تملكها بيننا ،{وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا} فأنت لا تملك قوّةً ذاتيةً جسديةً أو ماليّةً ،أو معنويّةً ،تعزز موقفك ،{وَلَوْلاَ رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ} فأنت تملك نفراً قليلاً من عشيرتك ،وهو ما يعبّر عنه بكلمة الرهط ،نراعي موقفهم ونحترم موقعهم ،ولذلك فإننا لا نسيء إليك ،لأننا لا نريد الإساءة إليهم ،كونهم انسجموا مع موقفنا منك ،فلم يتبعوك في ما تدعونا إليه{وَمَآ أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ} فليست لك أيّة منعةٍ أو عزةٍ أو كرامةٍ ،مما يجعلنا ننظر إليك نظرة استهانةٍ واحتقارٍ ،فلا نعبأ بك ولا بما تقول .