{غَاسِقٍ}: الغاسق: هو الليل إذا غاب الشفق ،وامتدّ في الظلام .
{وَقَبَ}: دخل .
{وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ} والمعنى هو الاستعاذة بالله من شرِّ الليل الذي يدخل الكون بظلامه ،ويُطبق عليه ،وذلك لأن طبيعة الظلام تترك لكل الذين يريدون أن يقوموا بالشرّ في حياة الناس الحرية في حركتهم ،فيملكون بذلك الفرص الكثيرة التي تعينهم على القيام بالأعمال العدوانية على الناس ،كما يُضعف إمكانات الدفاع والمقاومة لدى الشخص المعتدى عليه .وبذلك يتحوّل الليل إلى عنصرٍ كونيٍّ من عناصر إثارة الخوف في نفس الإنسان ،فيفقد الإحساس بالأمن ،ويتحوّل إلى مشاعر خائفة مذعورة من كل شبحٍ يتخيله أو يمر أمامه من بعيد ،ومن كل زاويةٍ يمكن أن يكمن فيها عدوٌّ ،ومن كل طريق يمكن أن يختفي فيها قاطع طريق ،ومن كل القتلة الذين قد يجعلون من الليل ستاراً لتنفيذ مخططاتهم .وهكذا ينطلق الإيمان بربِّ الفلق القادر القاهر فوق عباده ،ليزرع الشعور بالحماية والأمن في نفس الإنسان من كل ذلك .