{إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ} الذين أدركوا الحقيقة في عمق المعرفة ،فأخلصوا لك من خلال صفاء العقيدة ،وروحيّة الإيمان ،وصلابة الموقف ،وصدق الالتزام ،فراقبوك في سرِّهم وعلانيتهم ،فخلصت لك نيّاتهم وأعمالهم ،وأحسّوا تجاه ربوبيتك المطلقة إحساس العبودية المطلقة ،فكان لهم في طاعتك شأنٌ عظيمٌ ،وفي الإخلاص لك دورٌ كبير ،حتى تحوّلت الحياة عندهم إلى موقف عبادةٍ ،في كل حركة حياة ،فلم أستطع النفاذ إليهم من أيّة زاويةٍ من زوايا فكرهم ،ولم أتمكن من الدخول إلى خلفيّات مواقفهم ،أو إلى عمق مشاعرهم ،ولم أقترب من أحلامهم وتطلعاتهم وأهدافهم في الحياة ،لأنهم كانوا معك في كل ذلك ،فلم يتركوا لي فراغاً أملك فيه حرية الحركة ،وإمكانات الإغواء والإضلال ..هؤلاء الذين أعطاهم الإيمان قوّةً روحيّةً في الداخل ،فاستطاعوا أن يحققوا لحياتهم مناعة في الخارج .هؤلاء لا يملك الغي إليهم سبيلاً ،ولا يلتقي بهم الانحراف في أيّ موقعٍ ،